Select

Widgets

Recent Comments
    Archives
    Categories
    • No categories

    Gaby Farah

    An eagle dreaming of peace

    غابي فرح

    موسيقى السلام .. بأحلام النسور

    gaby-farah-about

    وسمعت قلبًا ينبض بالعطاء المتدفق كشلالات من دموع ونور…

    سمعت صوتًا صارخًا بكل جوارحه وجراحه.

    صوتًا يخترق جدار الذكريات المطمورة تحت أكوام الوجع والمسحوقة تحت جبال الهموم…

    صوتًا ينبش الماضي وفي آن معًا يحلّق بك إلى ما فوق الغيوم، إلى أحضان النجوم…

    معه إلى آفاق .. وحده النسر يجرؤ أن يحلم بها

    غابي فرح عملاق وديع من بلادي أهداه الله وزنات ثمّرها بجدارة وحب وصانها بتواضع سنابل القمح…

    وزنات قزحية تحملك كل منها إلى طبقة من السموات السبع…

    وزنات تقرع أجراس المدى وتفتح أبواب الزرقة…

    وزنات لعلّ أجملها وزنة التينور المميز بالنبرات الحنونة الواسعة وبالمساحات الملونة الشاسعة والصوت الأوبرالي المفعم بالدفء والقوة معًا، قال عنه النجم العالمي بلاسيدو دومينغو: “صوت نادر وكبير” وشبهه بصوت أوريليانو برتيلي التينور الاستثنائي الذي أدهش المايسترو توسكانيني وفضّله ليكون نجم دار الأوبيرا “لا سكالا دي ميلانو” في العشرينات…

    تأليف موسيقي يجمع بين مجد الشرق ومجد الغرب

    أما وزنة التأليف الموسيقي فحدّث ولا حرج…

    فقد تميّزت موهبته في التلحين بالخبرة المصقولة والمتوّجة بقدرة على التنوع الرائع والخلطة المنقطعة النظير بفضل ثقافته العالية جدًا في الموسيقى الشرقية وفي الموسيقى الغربية على حد سواء ناهيك بفرادة إلمامه بتفرعات كل منهما، بدءًا من المقامات الشرقية المختلفة إلى الجاز والبوب والروك والأوبيرا قبل كل شيء ومن الكلاسيكي إلى الحديث…
    من موسيقى الأفلام والمسلسلات التلفزيونية (وأشهرها موسيقى مسلسل “مالح يا بحر”) الى الأغاني الكلاسيكية والفولكلورية والشعبية وموسيقى الاعلانات المحلية والعالمية ومن المؤلفات الشرقية الى المؤلفات الغربية، لحّن لباقة من الشعراء اللبنانيين من ويليام حسواني الى نبيل أبو عبدو ومن طوني أبي كرم الى أنطوان سلامه ومن رودي رحمه الى جوزيف أبي ضاهر و سوزي الحاج، ولحّن حديثا قصيدتين لكبير الشعراء وعملاق الشعر سعيد عقل، وكانت الأولى للجيش اللبناني بعنوان “تيجان الغار” والثانية بعنوان “ورد ورد” وقد أدّت الاثنتين زوجته السوبرانو جورجيت صوايا فرح التي أهداها أجمل ألحانه لصوتها الذهبي المرصّع بالسماء الفيروزية, لا سيما منها أغنية “لولاك” وغيرها من الأغاني التي حصد الزوجان من خلالها الجوائز التقديرية العديدة
    . ومن أبرزها أغنية “نشيد الزوق للسلام” الذي أدّاه الزوجان في الاحتفال الرسمي الضخم الذي أقيم برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان بمناسبة اليوبيل المئوي لتأسيس بلدية الزوق واليوبيل الخمسين على رئاسة الأستاذ نهاد نوفل لها وذلك بحضور كبار الشخصيات الرسمية والدينية. وتجدر الإشارة الى أن ابنهما الوحيد فراس يشارك والديه في المسيرة الفنية الراقية، ويتتلمذ على أيدي الكبار لينمّي موهبته في العزف على آلة الغيتار، وقد ضمّ صوته الى صوت أبيه التينور وأمّه السوبرانو بأغنية عالمية حصدت نجاحًا كبيرًا في مهرجان السلام في فرنسا وكان يومها فراس في سن السادسة من العمر.

    كنز في صومعة غابي فرح

    وفوق كل شيء الوزنة التي يتقنها إتقان الملائكة للصلاة: العزف على البيانو. وكأني بأنامله الزمرّدية تتزلّج على مفاتيح الآلة التي قد تبنّاها كلعبته المفضّلة منذ نعومة أظافره. وتنهمر النوتات بين يديه الساحرتين لتذوب كحبيبات الرذاذ و تدغدغ شبابيك الخيال. وكيف بها لا تغيب عن البال موهبته في العزف على أوتار العود..

     يتألق بمواهب تلمع كجواهر الكنز وبإبداع متعدّد الاوجه  كحبّة ماسة فريدة.. فهو ماهر في توزيع الآلات الموسيقية وبارع في توزيع  أصوات الكورس البوليفوني. كما يحترف هندسة الصوت في استوديو التسجيل الذي تخصّص في تصميمه وفقا للمعايير العالمية. وبعد أن طرّز قلب الستوديو بأحمر الياقوت جعل منه صومعة السلام يبني فيها جسور تلاقي الحضارات من خلال تربية أجيال المستقبل لغد أجمل…

    علاوة على وزنة تعليم الدروس الخاصة بتهذيب الصوت وتركيزه، لعل أهم الوزنات التي يتمتّع بها منسّق الموسيقى و الأستاذ غابي فرح، كما يناديه مئات التلاميذ الذين يتتلمذون على يديه الناصعتين، هي أنّه ربى الأجيال من مختلف الأعمار ليزرع فيها حب الموسيقى الراقية التي وحدها برأيه ترقى بالإنسان إلى سمو الأخلاق والانتماء الى الوطن وإلى السلام الذي طالما حلم به وكان همّه الأول والأخير في مسيرته الفنية ومشواره المهني، هذا السلام الذي كرّس له أجمل ألحانه وغنّاه في لغات تفوق أنامل اليد حتى أنه ساهم في تأسيس جماعة المودّة التي تنادي بحوار الاديان والحضارات وتقبّل الاختلاف واحترام كل المخلوقات التي أنعم بها الله على الانسان.

    وديع الصافي : “غابي فرح … هذا البطل”

    حين استمع الكبير الراحل أرزة لبنان الأستاذ وديع الصافي الى موسيقى غابي فرح أثناء مشاركته في مسابقة مهرجان الموسيقى في القاهرة بأغنية “لولاك” (من كلمات الشاعر ويليام حسواني ومن أداء زوجته السوبرانو جورجيت صوايا فرح)، قال: “لا خوف على الموسيقى بوجود غابي فرح الذي لا يمكنني إلا أن أصفه بهذا البطل”.

    حيثما حل في محطاته العربية والعالمية كان لحضوره الصامت الأثر المدوّي في النفوس والقلوب والأذهان. وفي المانيا ناداه عشاق الأوبيرا ب”بافاروتي الجديد”. نفهم من محطات سيرته الذاتية أنه تتلمذ على أيدي الكبار في لبنان من بديعة حداد التي أبهرها بصوته “الرائع الجمال ومواهبه الاستثنائية” إلى زكي ناصيف الذي اختاره ليرافقه عزفًا على البيانو وهو كان لا يزال في سن المراهقة، وفؤاد عواد الذي تنبأ له “بمستقبل باهر في التأليف الموسيقي”، وتوفيق سكر الذي نعته منذ البداية “بالموسيقار المخضرم”… وفي الغرب الفرنسي دوني دو بوا في دار أوبرا “دو لا باستي” والسوبرانو الفرنسية الرومانية الأصل ميكايلا مينغيراس التي تغنّت بصوته ” العالمي الماسي”  والمايسترو الفنلندي ريو اينانن الذي قال فيه: “يلزم المرء عمرين ليحقق ما أنجزه غابي فرح في عمر واحد”.

    وحين اختارته السيدة بديعة حداد (التي كانت تشغل منصب رئيسة قسم الغناء الكلاسيكي والأوبرالي في الكونسرفاتوار الوطني اللبناني وفي جامعة الكسليك) لتخصّصه بمخطوطة النوتات الموسيقية للنشيد الوطني اللبناني الذي وضعه وألفه والدها الأستاذ وديع صبرا، كأني بها كانت على يقين من أن إسم غابي فرح سيكون غدًا وأزلًا محفورًا على أرزة علم لبنان. 

    suzy-signature

    Loading